كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

فصاح الناس صيحة واحدة، قد اخترناك يا أمير المؤمنين فَلِ أمرنا باليمن والبركة1.
وأما ما قيل عن زهده بالنسبة للنكاح2 فقد روى ابن عبد الحكم فقال: "وقالت فاطمة زوجته ما اغتسل من جنابة منذ ولي حتى لقي الله غير ثلاث مرات، ويقال: ما اغتسل من جنابة حتى مات"3. فعلى فرض صحة هذه الرواية عن فاطمة زوجته فإنها تتحدث عما حدث لها معه بعد الخلافة وقد كان لعمر زوجات ثلاث غيرها ذكرناهن فيما سبق، فتَوُجَّهُ هذه الرواية على ما علمته فاطمة عنه رحمه الله، ولاشك أن الزواج مرغب فيه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حث القادرين على الزواج بالتزوج فقال: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"4، وقال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... " 5، وعاب صلى الله عليه وسلم الذين يتركون النكاح وهم قادرون عليه وبين أن ذلك من الرهبانية المذمومة
____________________
1 ابن عبد الحكم سيرة عمر ص50، وابن الجوزي سيرة عمر ص58، وابن كثير ابن كثير البداية والنهاية 5/202.
2 قد يطلق النكاح ويراد به الجماع فلعله زهد عنه لانشغاله بأمور الخلافة والله أعلم.
3 ابن عبد الحكم سيرة عمر ص50.
4 سنن النسائي 3/66، ط. دار الفكر عام 1930م وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/386، وقال حسن صحيح.
5 البخاري مع الفتح 9/106رقم (5165) .

الصفحة 156