كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

عبد الملك يخبره بذلك، فكتب عبد الملك أن يجري عليه ألف دينار في كل شهر، ثم قدم عمر على أبيه مسلِّماً1.
وهكذا تربى عمر رحمه الله تعالى بين أخواله بالمدينة من أسرة عمر رضي الله عنه، ولا شك أنه تأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة، فقد كان يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله بن مسعود يأخذ عنه العلم2، وقد حفظ القرآن وهو صغير.
قال ابن كثير: وقال نعيم بن حماد: ثنا ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير فبلغ أمه، فأرسلت إليه فقالت: ما يبكيك؟ قال: ذكرت الموت، فبكت أمه، وكان قد جمع القرآن وهو صغير3.
وقد كان أبوه يتفقده ويستفسر عن أخباره، فقد تأخر عن صلاة الجماعة يوما فسأله مؤدبه عن سبب التأخير فقال: كانت مرجلتي4 تسكن شعري، فقال له: قدمت ذلك على الصلاة؟! وكتب إلى
__________
1 ابن عبد الحكم سيرة عمر ص24-25.
2 ابن سعد الطبقات 5/398.
3 ابن كثير البداية والنهاية 5/215.
4 رجله: سود شعره وزينه وسرحه المعجم الوسيط ج 1 ص 332

الصفحة 56