كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

وقوله صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان" 1، ولم يخص أمته بذلك بل ذكر الإيمان مطلقا2.
ومذهب أهل السنة والجماعة وسط بين نفاة الوعيد من المرجئة وموجبيه من القدرية. فمن مات على كبيرة عندهم فأمره مفوض إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 3، وإذا عاقبه بذنبه فإنه لا يخلد خلود الكفار بل يخرج من النار ويدخل الجنة4.
وأما المرجئة فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان ولا يستحق الوعيد. وأما الخوارج والمعتزلة فمرتكب الكبيرة كافر حلال الدم والمال عند الخوارج في الدنيا خالد مخلد في النار في الآخرة. وأما عند المعتزلة فحكمه في الدنيا في منزلة بين المنزلتين وأما في الآخرة فهو خالد في النار ولا شك5 أن ما ذهب إليه المرجئة والمعتزلة والخوارج باطل للأدلة
__________
1 البخاري مع الفتح 1/103، برقم (44) .
2 شرح العقيدة الطحاوية 2/524- 525.
3 الآية 117 من سورة النساء.
4 شرح العقيدة الطحاوية 2/524-525.
5 انظر شرح العقيدة الواسطية ص130- 131.

الصفحة 564