كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

قبل وبين أنه ضلال، وأن الرجم فريضة أنزلها الله فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أصحابه فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله. ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة، أو كان الحمل أو الاعتراف. قال سفيان: كذا حفظت، ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده1. قال الحافظ ابن حجر: وقد وقع ما خشيه عمر ... فأنكر الرجم طائفة من الخوارج أو معظمهم وبعض المعتزلة. ويحتمل أن يكون عمر قد استند في خوفه من هذا الإنكار إلى توقيف فروى عبد الرزاق عن ابن عباس أن عمر قال: سيجيء قوم يكذبون بالرجم2، وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب، عن عمر: "إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم إن يقول قائل لا أجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ... " 3، وفي الحديث إشارة إلى أن عمر استحضر أن أناسا قالوا ذلك فرد عليهم4.
__________
1 البخاري مع الفتح 12/137.
2 المصنف لعبد الرزاق 7/330.
3 الموطأ ومعه تنوير الحوالك شرح موطأ مالك 3/ 42.
4 انظر البخاري مع الفتح 12/148. وصحيح مسلم بشرح النووي 4/337.

الصفحة 588