كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)
فأبو بكر الصديق رضي الله عنه: كان أطولَ الصحابة صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم ملازمة له، ولم ينقل عنه من الرواية إلا القليل1، وعذره تعجُّل وفاته، وانهماكه في حروب الردة، وأمور الخلافة.
وهكذا كان عمر بن عبد العزيز: كثير التحمل قليل الأداء، ولولا ما شُغل به من أمور المسلمين لنُقل عنه من العلم ما نُقل عن أقرانه الأئمة يضاف إليه: انقضاء أجله في الأربعين من عمره. رحمه الله تعالى، والتنصيص على هذا العذر صريح في قول الحافظ الذهبي السابق: " ... وفي العلم مع الزهري ولكن موته قرب من موت شيوخه، فلم ينتشر علمه".
ب- نشره العلم في الأمصار والبوادي
وأما نشره العلم في الأمصار والبوادي فذلك في إرساله العلماء إليها ليعلّموا أهلها شرع الله ويفقهوهم فيه.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في "تذكرة الحفاظ"، ترجمة نافع مولى ابن عمر: قال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعا إلى أهل مصر يعلمهم السنن"2.
____________________
1 ذكر له السيوطي في تاريخ الخلفاء ص87-94 أربعة أحاديث ومائة حديث، وطبع مسند أبي بكر الصديق للحافظ أبي بكر المروزي، بلغ ترقيم أحاديثه 142 حديثاً، وفيهما من المكرر الكثير.
2 الذهبي: تذكرة الحفاظ 1/100 وأبو زرعة الدمشقي: تاريخ أبي زرعة ص322، وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/442.