كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 2)
صُنْعاً} 1، فأولئك لعمري ممن تجب عليهم باجتهادهم لعنة الله ولعنة اللاعنين. وإن المسلمين كانوا فيما مضى إذا قدموا بلدة فيها أهل الشرك يستعينون بهم لعلمهم بالجباية، والكتابة، والتدبير، فكانت لهم في ذلك مدة فقد قضاها الله بأمير المؤمنين فلا أعلم كاتبا، ولا عاملا، في شيء من عملك على غير دين الإسلام إلا عزلته واستبدل مكانه رجلا مسلما، فإن محق أعمالهم محق أديانهم. فإن أولى بهم إنزالهم منزلتهم التي أنزلهم الله بها من الذل والصغار، فافعل ذلك واكتب إلي كيف فعلت. وانظر فلا يركبن نصراني على سرج وليركبوا بالأكف، ولا تركبن امرأة من نسائهم راحلة، وليكن مركبها على إكاف2 ولا يفحجوا على الدواب، وليدخلوا أرجلهم من جانب واحد، وتقدم في ذلك إلى عمالك حيث كانوا، واكتب إليهم كتابا في ذلك بالتشديد واكفنيه، ولا قوة إلا بالله3.
__________
1 الآيتان 103-104 من سورة الكهف.
2 إكاف: البرذعة وهو الذي يوضع على الحمار أو البغل ليركب عليه كالسرج للفرس. المعجم الوسيط ص (48) .
3 ابن عبد الحكم سيرة عمر ص140، وأبو حفص الملاء 1/404-405، وأبو يوسف في الخراج ص127، وأبو نعيم في الحلية 5/325.
الصفحة 836
962