كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 2)

أما بعد: فلا تدعن صليبا ظاهرا، إلا كسر، ومحق، ولا يركبن يهودي ولا نصراني على سرج، وليركب على إكاف، ولا تركبن امرأة من نسائهم على رحالة، وليكن ركوبها على إكاف، وتقدم في ذلك تقدما بليغا، وامنع من قبلك فلا يلبس نصراني قباء، ولا ثوب خز ولا عصب، وقد ذكر لي أن كثيرا ممن قبلك من النصارى قد راجعوا لبس العمائم، وتركوا المناطق على أوساطهم، واتخذوا الجمام والوفر1، وتركوا التقصيص، ولعمري لئن كان يصنع ذلك فيما قبلك، إن ذلك بك لضعف، وعجز، ومصانعة، وإنهم حين يراجعون ذلك ليعلموا ما أنت فانظر كل شيء نهيت عنه فاحسم عنه من فعله والسلام2.
التعليق:
هذه الآثار تدل على مدى سعة فكر عمر بن عبد العزيز وفقهه وعلى التسامح الذي أشاعه بين الناس من ناحية موقفه من أهل الذمة حيث أنه
__________
1 هو الشعر المجتمع على الرأس، أو ما جاوز شحمة الأذن، المعجم الوسيط ص (1046) .
2 أبو يوسف في الخراج ص 27-28. وأبو يوسف هو: يعقوب بن إبراهيم صاحب أبي حنيفة المتوفى 183هـ انظر مقدمة كتاب الخراج ط. دار المعرفة بيروت.
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي صدوق يخطئ ورمي بالقدر. تقريب ص337، وأبوه ثابت بن ثوبان العنسي، ثقة. تقريب ص132.

الصفحة 838