كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 2)

الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه
1- وبعد: فقد تناولنا من خلال التمهيد والأبواب الثلاثة المتقدمة الآثار الواردة عن عمر في العقيدة، فكان التمهيد مخصصا بالتعريفات؛ تعريف مفردات عنوان الرسالة، وتعريف أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وتبين منها أن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- قد ولد بالمدينة النبوية عام 61هـ ونشأ وتربى فيها وأخذ عن علمائها وفقهائها السبعة وبذل جهداً كبيراً في تدوين السنة وإحيائها، وإماتة البدع، ومحو آثارها. وقد أُمِّر على المدينة، وحمدت سيرته، وجعل بطانته العلماء الأبرار ثم نحي عنها وسافر إلى الشام ثم ولي الخلافة وكان رحمه الله تعالى صاحب فضائل جمة، ومناقب مشهورة، وتوجد مبالغات في بعض ما ينسب له من الفضائل. وقد تأثر بجده عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقتدى بسيرته في الحكم، ويكاد علماء السلف يجمعون على أنه هو المجدد للقرن الأول، وقد سخر ولايته لخدمة السنة، والعقيدة الصحيحة، وبذل جهداً كبيراً وكتب رسائل عديدة طويلة كتبها إلى عماله في ذلك، وقد كانت وفاته خسارة فادحة للمسلمين في عام 101هـ في أخريات رجب عن أربعين عاما على أصح الأقوال.

الصفحة 845