كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)
المبحث الثالث في سيرته السياسية:
ويشتمل على الآتي:
أ- ولايته على خناصرة ثم المدينة
ب- تسلمه الخلافة.
جـ- تسخيره الولاية والخلافة لخدمة السنة والعقيدة الصحيحة.
أ- ولاية عمر بن عبد العزيز على خناصرة1.
من المعلوم أن التدرب على أي عمل من الأعمال مما يؤدي إلى إتقانه، والإلمام بجوانبه، ومعرفة دقائقه، وهذا ما وفق فيه عمر بن عبد العزيز فقد كان عبد الملك ابن مروان يحبه ويؤثره أحياناً على أولاده فبعد وفاة عبد العزيز بن مروان والد عمر ولاَّه2 عبد الملك بن مروان خناصرة تطييبا لخاطره ولما أراد الله له من التدرب على الأعمال القيادية منذ وقت مبكر من عمره. وقد قيل: إن سليمان بن عبد الملك هو الذي ولاه على خناصرة، لكن الراجح هو القول الأول لأن المؤرخين ذكروا أن عمر بن عبد العزيز كان يلازم سليمان بن عبد الملك ملازمة تامة قال سعيد بن عبد العزيز: "كانت خلافة سليمان بن عبد الملك كأنها خلافة عمر بن عبد العزيز كان إذا أراد شيئاً قال له ما تقول يا أبا حفص؟ " 3 ولم تشر المصادر التي اعتنت بترجمته وذكر أحواله تاريخ ولايته على خناصرة، ولا المدة التي مكث فيها ولعلها مدة قصيرة، حيث لم تحظ بعناية الذين أرخوا لعمر بن عبد العزيز وأرخوا لذلك العهد من صدر الدولة الأموية.
____________________
1 خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قِنِّسرين نحو البادية. انظر معجم البلدان لياقوت الحموي 2/390، ط. ارصاد - ط. الثانية عام 1995م.
2 أبو نعيم الحلية 5/299، ط. دار الكتاب العربي ط. الرابعة عام 1405هـ.
3 المصدر السابق 5/301، وتاريخ أبي زرعة ص45.