كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)
فطعنه فأذراه فقتله ثم أقبل عليَّ فقال: قتل عمرو بن سعيد الساعة ثم مضى، فوجد ذلك اليوم الذي قتل فيه عمرو بن سعيد. وله أشباه هذا يذكرونها فالله أعلم ما هي. وكان مع ذلك عالما بقريش، وكان طويل الصلاة قليل الكلام1، قال ابن سعد في الطبقات: وكان خبيب عالما. فبلغ الوليد بن عبد الملك عنه أحاديث كرهها فكتب إلى عامله بالمدينة أن يضربه مائة سوط فضربه مائة سوط وصب عليه قربة من ماء بارد بيتت بالليل، فمكث أياما ثم مات2، والأحاديث التي كرهها الخليفة منها ما رواه خبيب، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثون رجلا اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله دولا"3.
ولا شك أنه حديث ضعيف، فبعد هذه الوقعة استعفى عمر من ولاية المدينة وامتنع من الولاية.
____________________
1 المصدر السابق 8/224.
2 ابن سعد: الطبقات الكبرى القسم المتمم لتابعي أهل المدينة تحقيق زياد محمد منصور ص107.
3 الحديث رواه البيهقي في دلائل النبوة 6/507، عن أبي سعيد، وأبي هريرة قال ابن كثير رحمه الله تعالى بعد ذكر طرق أخرى ورد بها هذا الحديث "وهذه الطرق كلها ضعيفة. انظر ابن كثير البداية والنهاية 4/279.