كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)
أما الرواية الثانية فهي تذكر أن عمر بن عبد العزيز كان يكره أعمال الحجاج، ويؤوي من يهرب إليه منه، فكتب الحجاج إلى الوليد يخبره بما يلقاه المخالفون له الذين يلجئون إلى عمر من إيوائه لهم، وعدم تمكين الحجاج من عقابهم، ومن هنا نجد أن الوليد بدأ يأمر عمر بأوامر يشدد عليه فيها، بقصد تجربته وطاعته، وحزمه في تنفيذ الأوامر فطلب إليه أولا أن يرسل بعثا من المدينة للجهاد فنفذ عمر هذا الطلب، ثم طلب إليه مرة أخرى أن يضرب خبيب بن عبد الله لروايته المتقدمة، ونفذ أيضا هذا الأمر ولكن يبدو أن الحجاج كان يتابع الأمر بدقة وإصرار على إزالة عمر عن المدينة فما كان من الوليد إلا أن طلبه أخيرا ليأتي إلى الشام فذهب عمر إلى الشام1.
وقد ندم عمر على ما صدر منه من ضرب خبيب، وأعتق ثلاثين عبداً، وتصدق بصدقة كثيرة، وفرق في آل خبيب مالا عظيما، وأسف على موت خبيب أسفاً منعه من العيش سبعين ليلة حتى أشفى 2 على التلف3.
____________________
1 انظر تاريخ الطبري 5/256، وابن الجوزي سيرة عمر ص44.
2 أشفى على الشيء اقترب منه انظر المعجم الوسيط ص488
3 انظر أبو حفص الملاء 1/102-103، وابن الجوز ي سيرة عمر ص44.