كتاب البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة

توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، يوم عرفة1.
322- محمد بن سليمان، أبو موسى الحامض2.
كان بارعا في اللغة والنحو، وفي اللغة أبرع. وكان ضيق الصدر سيئ الخلق3.
323- محمد بن صدقة المرادي الأطرابلسي4.
كان بارعا في اللغة، وكان يتقعر في كلامه ويبالغ.
دخل يوما على أبي الأغلب5 بن أبي العباس بن إبراهيم الأغلب أمير طرابلس فتكلم وأغرب وبالغ، فقال الأمير، "أكان أبوك يتكلم بمثل هذا"؟ قال: "نعم، وأميه". أي: كانت أمي أيضا تتكلم بمثل هذا. فقال الأمير: "ما ينكر الله أن يخرج بغيضا من بغيضين"6.
__________
1 وقال ياقوت: "ولد سنة إحدى وستين ومائة" وله مصنفات، منه مختصر النحو، الحدود.
2 ذكره القفطي في إنباه الرواة 2/ 121 باسم "سليمان بن محمد بن أحمد، أبو موسى الحامض" ثم ذكره في 3/ 141 باسم "محمد بن سليمان" كما هنا. وذكره السيوطي في بغية الوعاة 1/ 60 باسم "سليمان بن محمد" وهو كذلك في معجم الأدباء 11/ 253 ونزهة الألباء ص241 وانظر وفيات الأعيان 1/ 214 والفهرست ص79 وتاريخ بغداد 9/ 61 وطبقات الزبيدي ص110 والأعلام 3/ 195 وفيه: "من أهل بغداد، من تلاميذ ثعلب. توفي سنة 305 ومعجم المؤلفين 4/ 273.
3 له مصنفات منها: خلق الإنسان، الوحوش، النبات.
4 ترجمته في طبقات الزبيدي ص157 وإنباه الرواة 3/ 152 وبغية الوعاة 1/ 120.
5 في "أ": "على ابن الأغلب" وهو أبو الأغلب إبراهيم بن أبي العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي، أمير صقلية. توفي سنة 236.
6 روى الحادثة كل من الزبيدي والقفطي والسيوطي، والعبارة بين قوسين مأخوذة منهم. وفي "أ" و"ب": "ما ينكر الله أن يخرج بعضها من بعضهن". ويبدو أنه من رجال القرن الثالث الهجري؛ لأنه عاصر أبا الأغلب المتقدم الذكر.

الصفحة 266