نزيل دمشق، إمام في العربية واللغة، طالع الكثير، وضبط الشواهد مع ديانة وصيانة وعفة وصلاح، وكان مبرزا في صناعة العربية. قرأ العربية على ثابت بن محمد بن حبان الكلاعي، وقد تقدم1، وحضر مجلس أبي علي الشلوبين، ومصنفاته مع كثرتها طارت في الآفاق بشهرتها، وسارت مسير الشمس بحسن غرتها. ومنها: التسهيل، الذي اعترف بجلال قدره الأستاذون، واغترف من زلال بحره المنقادون، وشرحه الذي وصل فيه إلى مصدر غير الثلاثي، والعمدة، والخلاصة الألفية، والكافية الشافية، وشواهد التوضيح، والمثلث المنظوم، وشرحه، والمقصود والممدود منظوما، وشرحه، وغير ذلك.
ولد سنة ستمائة2، وتوفي بدمشق سنة اثنتين وسبعين [بتقديم السين] 3 وستمائة.
332- محمد بن عبد الله الغازي4.
لقي الرياشي وأبا حاتم وإبراهيم بن خداش، ومن أصحاب الحديث جماعة من أصحاب ابن عيينة. ومن شعره5:
الحمد لله ثم الحمد لله ... كم ذاعر الموت من ساه ومن لاهي
يا ذا الذي هو في لهو وفي لعب ... طوبى لعبد منيب القلب أواه6
إن لم يكن ناه من عجائب ما ... يأتي به الدهر لم تقدر على ناه
__________
1 الترجمة 81.
2 في "ب": "سنة إحدى وستمائة" وأورد السيوطي في بغية الوعاة روايتين، وعند ابن الجزري في طبقات القراء روايتان أيضا: 598 و600
3 ما بين معقوفين ساقط من "ب".
4 ترجمته في طبقات الزبيدي ص282 وتاريخ علماء الأندلس 1/ 323 وبغية الوعاة 1/ 139
5 الأبيات في بغية الوعاة عدا البيت الثالث.
6 في بغية الوعاة: " ... حقيب القلب أواه".