كتاب البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة

لي مقالة ابن العربي وغض منها1.
ورأتيه يصدق بوجود رتن الهندي، وينكر على الذهبي قوله في "الميزان"2 أنه لا وجود له. قال الشيخ مجد الدين: إنه دخل قريته، ورأى ذريته، وهم مطبقون على تصديقه، وقد أوضحت ذلك في ترجمة رتن من كتاب "الإصابة"3.
ومن تصانيفه "شوارق الأسرار في مشارق الأنوار" والروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف" و"تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين"، وكان يقول: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر. ولم يقدر له قط أن دخل بلدا إلا وأكرمه متوليها، وبالغ في إكرامه، مثل شاه شجاع صاحب تبريز، والأشرف صاحب مصر،
__________
1 قال ابن حجر في ترجمة الفيروزآبادي في "ذيل الدرر الكامنة": "ولما اجتمعت أنا بالشيخ إسماعيل سألني عن ابن العربي وما يقول علماؤكم فيه، فأجبته بما عندي في ذلك. فلم يعجبني فلما اجتمعت بشيخنا مجد الدين ذكرت له ذلك فتبرأ من مقاله ابن العربي، وأظهر موافقتي فيما أنسبه إليه".
2 هو "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" للإمام الذهبي. مطبوع ومشهور.
3 طول ابن حجر ترجمة رتن كثيرا في كتابه "الإصابة" وجاءت ترجمته برقم 2659؛ لأنه ادعى الصحبة. وقال: "رتن بن عبد الله الهندي ثم البترندي، ويقال المرندي، ويقال رطن، بالطاء المثناة، ابن ساهوك بن جكندربيو ... ويقال: رتن بن نصر بن كربال، وقيل: رتن بن ميرن بن مندي. شيخ خفي خبره بزعمه دهرا طويلا إلى أن ظهر على رأس القرن السادس، فادعى الصحبة، فروى عنه ولده ... " وقال في نهاية ترجمته: "ولما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد من اليمن وهو ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن رأيته ينكر على الذهبي إنكار وجود رتن، وذكر لي أنه دخل ضيعته لما دخل الهند، ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن ويثبتون وجوده، فقلت هو "يريد الذهبي" لم يجزم بعدم وجوده، بل تردد، وهو معذور، والذي يظهر أنه كان طال عمره فادعى ما ادعى، فتمادى على ذلك حتى اشتهر، ولو كان صادقا لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ولكنه لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السادسة، ثم في أوائل السابعة، قبيل وفاته، وقد اختلف في سنة وفاته كما تقدم، والله أعلم". الإصابة ج2 515-520.
وللحافظ الذهبي كتاب "كسر وثن رتن" مفقود. مقدمة سير أعلام النبلاء 1/ 83.

الصفحة 29