كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

7 - إصول الفقه الإسلامي
من المعلوم ان معرفة قواعد اصول الفقه امر ضروري لاستنباط
ا لأحكام ا لشرعية وفهمها وإدراكها والوقوف على المصا لح ا لتي يهدف إليها
الشارع الحكيم، وهي قاعدة الأحكام الشرعية واساس الفتاوى الفرعية
وركيزة الاجتهاد وقانون الترجيح، كما انها تساعد على تكوين الملكة
الفقهية عند الدارسين من العلماء والمتعلمين.
ومن المعلوم ايضأ بأن علماء الإسلام انفردوا بوضع علمين لا نظير
لهما عند الأمم الأخرى اولهما علم اصول الفقه، وثانيهما علم مصطلح
الحديث واصوله في دراسة الأخبار والأحاديث والآئار لتوثيقها واستبعاد
الدخيل او الضعيف والموضوع منها.
هذا وقد ترك لنا علماء هذه الأمة مكتبة عامرة بكتب اصول الفقه
التي امتازت بروعة الأسلوب، ودقة العبارة، واختصار المعلومات،
واستيفاء نواحي البحث. إلا انها في الوقت نفسه وعرة المسالك متشعبة
الطرق معقدة اللفظ في بعض الأحيان. وهذا مادفع المتأخرين والمعاصرين
إلى خوض لجة هذا العلم، محاولين تيسيره للناشئة، فامتازت كتبهم
ببساطة العبارة، دماشراق البيان، والأمثلة المالوفة. إلا انها لا يحالفها
الصواب في كثير من الأحيان لعدم الدقة العلمية المطلوبة، نزولاَ عند
وطأة الرغبة في تبسيط الكلام مما يوقع تحت ازمة اخرى هي تمييع
المفاهيم والمصطلحات، وتشتيت المدارك وتوزع المعلومات.
ولاننسى هنا ان نشير إلى الطريقة الفريدة التي اتبعها الإمام الشاطبي
118

الصفحة 118