كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

في صياغة علم اصول الفقه في كعْابه (الموافقات) الذي بناه على أساس
مقاصد الشريعة وقواعدها الكلية، التي لا بد منها لمن يحاول استنباط
الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، وقد أفاض الشاطبي في بحث
الأحكام الشرعية والوضعية من وجهة غير الوجهة المذكورة في بقية كتب
الأصول، ثم انتقل إلى دراسة تفصيلية لمباحث الكتاب والسنة متخذاَ منها
ينبوعأ للتاصيل، وإبراز خصائص الشريعة واستمداد المصادر الأخرى
منها، وختم موافقاته ببيان أصول الاجتهاد وأنواعه وخاصيته بالاعتماد
على الركنين الأساسيين: اللغة العربية وفهم مقاصد الشريعة على كمالها.
بينما كانت طريقة الأصوليين التقليدية في دراسة هذا العلم تُعنى
بذكر قواعد الاستنباط التفصيلية أثناء مناقشة اَراء الأصوليين واستخلاص
التعائج منها.
وكتاب استاذنا هذا في أصول الفقه هو محاولة جادة للجمع بين
مزايا القديم والجديد، والجمع بين الطريقة التقليدية ومنهجية الشاطبي،
ومن ثم فقد جاء الكتاب موسوعة أصولية شاملة لمباحث هذا الفن،
وكانت طريقته في "سرد الموضوعات تتمشى مع القواعد والاعتبارات
المنطقية، التي تقتضي تقديم الأهم فالمهم، والنتائج إئر المقدمات،
وعقد الأواصر بين شعاب البحوث، وبيان المذاهب المختلفة في مسألة
مع دعمها بأدلتها، ثم مقارنتها ومناقشتها والترجيح بينها، وتسليط ا لأضواء
على النواحي العملية فيه، مع تبسيط المسائل وتيسيرها بعبارات
واضحة " (1).
كما أنه لم يلتزم مذهبأ معينأ، وإنما تعرض مفصلاَ في الغالب
(1) آصول الفقه الإسلامي: 1/ 0 1.
119

الصفحة 119