كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

لمذاهب العلماء معتمداَ على الكتب الخاصة بكل مذهب (1) دون تعويل
على ما يحكيه اصحاب كتب المذاهب من آراء غيرهم.
وركز الجهود على ماله صلة ماسة بالحياة العملية، ولم يتعرض
للمباحث النظرية البحتة إلا بمقدار ضئيل جداَ.
وقد حرص حفظه الله على ا لاستفادة من طرائق المُحْدَ ثين وا لمعاصرين
في التاليف الميسر، واقتفى اَثارهم في بسط المعلومات دون إخلال بجوا هر
القواعد واسس الأدلة ومقضيات التعاريف المذكورة في الكتب القدي! ة.
وكان يتعمد في ثنايا البحث الاستشهاد بأقوال الجهابذة من ائمة هذا
العلم من المتقدمين، ليرتاض القارى والذَارس على فهم عبارات القدماء،
ويتمرس على مصطلحاتهم ولغتهم العلمية والفنية، فلايكون بينه وبين
تلك الثروة الزاخرة من كتب قيمة ومصنفات عظيمة اي جفوة او قطيعة ا و
وحشة واستغراب، وبذلك نتمكن من حفظ ئروتنا العظيمة التي نفاخر بها،
ونتمكن من نقلها بكل امانة وإخلاص إلى الأجيال الصاعدة عبر الأزمان
المتلاحفة، لاسيما وأن هذا العلم هو اساس الشريعة وقطب رحاها العتيد.
ومما يحمد للأستاذ في هذا الكتاب انه:
1 - عقد موازنة بين اصول الفقه الإسلامي واصول القانون الوضعي
خلص فيها إلى القول: "إن اصول الفقه يعد علمأ قائمأ بذاته بخلاف
اصول القانون " (2).
(1) فكان يورد في حواشي كتابه مصادره للتنويه بهأوالاطمئنان لصحة ما نقل عنها
مجتمعة، والإدلال على ما اتفقت عليها ولتنسيق ما قد يكون بينها من تضارب
العبارات وتحديد بعض المفاهيم والمصطلحات هازالة بعض الملابسات.
(2) أصول الففه الإسلامي: 1/ 8.
120

الصفحة 120