كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

هي تخريج أحاديث الكتاب والحكم عليها ومناقشتها وبيان صحيحها من
ضعيفها، فانتدب لهذا العمل الجليل كل من الأستاذ الشيخ محمد المنتصر
الكتاني رحمه الله (1) وأستاذنا الدكتور وهبة الزحيلي.
فقاما بعملهما على خير وجه، وأَتمَا تخريج وتحقيق جميع أحاديث
الكتاب في مدة زمنية قياسية (ثلاثة أشهر فقط) واصلا فيها الليل بالنهار،
ورجعا في عملهما هذا إلى خمسة وستين ومئة كتاب من مصادر الحديث
الأصلية وشروحه وكتب الجرح والتعديل وكتب التاريخ وغيرها.
هذا وقد بلغت جميع متون أحاديث الكتاب المخرجة والمدروسة
أكثر من ستمئة حديث، عني الأستاذان بالكلام عليها صحة وضعفأ،
فتكلموا على رواة الأحاديث توثيقأ وجرحأ، كما تكلموا على الأسانيد
اتصالاً وانقطاعأ، فوجدا فيها المتواتر والصحيح والحسن والضعيف
والموضوع وما لا أصل له.
وقد استفاضا في دراسة بعض تلك الأحاديث المخرجة بحيث
نستطيع القول: إن دراستهما شملت إضافة إلى التخريج والتصحيح
والكلام على الرواة والأسانيد شملت مناقشة أقوال المحدثين والفقهاء
فيها والبحث في فقهها وما يستنبط منها، ولا أبالغ إذا قُلْتُ: إن بعضأ من
تلك الدراسات تصلح للنشر كرسالة مستقلة، وهي نحو من خمسين حديثأ
منها على سبيل المثال:
(1) الأصتاذ الشيخ محمد المنتصر بالئه الكتاني، أصله من فاس (المغرب) نزل
دسثعق، وأقام فيها، وعمل أستاذاَ في كلية الشريعة، ورئيسا لقسم علوم القران
والسنة فيها من سنة (375 ا هـ) إلى سنة (385 ا هـ)، توفي رحمه الله في مدينة
الرباط في 7 صفر/ 9 1 4 ا هـ. النبذة اليسيرة النافعة، صا 5 4 - 4 5 4.
144

الصفحة 144