كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

3 - ليسانس في الحقوق من جامعة (عين شمس) بتفدير جيد عام
1957 م.
وقد كان المنهج الذي اتبعه في دراساته تلك يضطره في بعض
الأحيان لتقديم امتحانين في اليوم نفسه، وكان يتغلب على ذلك بما اوتي
من سعة اطلاع، وحسن دراسة، وحافظة قوية.
بالرغم من انه حضَل ثلاث شهادات جامعيةَ خلال خمس سنوات
فقط، ومن جامعتين مختلفتين في التوجه والمنهج، إلا ان ذلك لم يشبع
نهمه العلمي الصادق، كيف يشبع مَنْ صَدَقَ في طلب العلم؟ والنبيئُ ع! يد
يقول: "منهومان لا يشبعان؟ منهوئم في علم لا يشبعُ، ومنهوئم في دنيا
لا يشبع "، وفي رواية: "منهومان لا يقضي واحد منهما نَهمَته: منهوئم في
طلب العلم لا يقضي نهمته، ومنهوم في طلب الدنيا لا يقضي نهمته " (1).
نعم لقد كان استاذنا من النوع الأول الذي لا يقضي نهمه في طلب
العلم، فعقد العزم على متابعة التخصص العالي في الشريعة والحقوق،
فتقدم إلى كلِ من جامعتي الأزهر والقاهرة للدراسات التخصصية العليا،
إلا انه لم يتابع في الأزهر لشعوره بعدم الجدية في افتتاح أقسام الدراسات
العليا فيه - في ذلك الوقت - فتابع دراسته في كلية الحقوق في جامعة
القاهرة، حيث تخصص بقسم الشريعة الإسلامية فيها، وبعد سنتين اي في
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك: 1/ 9 6 1 عن أنس، وصححه على شرط الشيخين
وقال: "لم آجد له علة " ووافقه الذهبي، وقد أخرجه: أبو خيثمة في العلم،
ص 33 رقم: 141، والطبراني في الكبير: 11/ 276 رقم: 11095 عن ابن
عبامى؟ والطبراني: 0 1/ 180 رقم: 0388 1؛ والقضاعي في الشهاب: رقم
2 32 عن ابن مسعود.
16

الصفحة 16