كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

عام 959 1 م نال درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية من كلية الحقوق،
وكانت رسالته في التخرج (الذرا ئع في السياسة ا لشرعية والفقه ا لإسلامي) 0
بعد ذلك سجل اطروحته في الدكتوراه بعنوان (اَثار الحرب في الفقه
الإسلامي - دراسة مقارنة -) بإشراف الأستاذ الدكتور (محمد سلاّم مدكور)
وفي 13 شباط من عام 963 1 م ناقش الدكتوراه، وقد كان في لجنة المناقشة
والحكم على الرسالة بالإضافة للأستاذ المشرف كل من (الشيخ الفقيه
محمد ابو زهرة، والدكتور محمد حافظ غانم الذي كان وزيراً للتعليم
العالي) وقد منحته اللجنة بالإجماع: (مرتبة الشرف الأولى) وجاء في
قرارها (التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأجنبية).
ان المتتبع لمسيرة الأستاذ المترجَم الدراسية يلحظ:
1 - تفوقه في دراسته في كل مراحلها، وسبب ذلك شدة تعلقه
بدروسه وكتابه، وبُعده عن كل ما من شأنه ان يشغله عنهما، إذ كان منهجه
المتبع اثناء دراسته ا لانعزال بفدر ما يستطيع عن الاَخرين، ولو كانوا طلابأ
معه، فعندما كان في الكلية الشرعية بدمشق مثلاً كان يتحين الفرصة لغرفة
فارغة في المدرسة ليمكث فيها الساعات الطوال مع كتبه بعيداً عن
الضوضاء، وكثيراً ما كان يتردد إلى الجامع الأموي، فيجلس في زاوية من
زواياه البعيدة للقراءة، حتى ذكر لي بعض من زامله في تلك الفترة اته كان
يراه في ساعات الليل يقف في اروقة الكلية الشرعية وقد خلت من الطلاب
حاملاً لكتابه يقرا في ضوء الممرات. بل يذكر الأستاذ حفظه الله انه
لايعرف انه أضاع دقيقة واحدة في مراحل دراسته من غير قراءة وتحصيل
وكتابة ومطالعة، وهذا الداب هو سز النجاح الذي حققه.
وفيما تقدم درش لطلاب العلم الذين يضيعون اوقاتأ طويلة في
17

الصفحة 17