كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

وهو محب لطلابه وإخوانه، نصوح لهم، يؤثر خدمتهم، ويستجيب
لدعواتهم، ويشاركهم في مناسباتهم بطيب خاطر.
حريص على إفادة طلابه واوقاتهم، لا يضيع عليهم فرصة فائدة،
ولا وقت درس، ويقدم ذلك على صحته وراحته الشخصية، واذكر بهذه
المناسبة انه إذا اضطر للسفر اثناء العام الدراسي يلتزم التزامأ كاملاَ
بالتعويض للطلاب عن ايام غيابه، وهو في كثير من الأحيان يعوض عن
دروسه ومحاضراته قبل ان يسافر. وفي إحدى السنوات اضطر لإجراء
عملية جراحية اثناء العام الدراسي، وفي اليوم المحدد لإجراء العمل
الجراحي جاء مبكراَ إلى الكلية والقى محاضراته كالمعتاد، وخرج من
الكلية، إلى المشفى حيث اُجريت له الجراحة.
وهو مع كل ذلك متواضع في عزة، لا يرفعه علمه عن الناس كبراَ،
ولا يضعه تواضعه، بل هو مهيب محترم، يعرف للاَخرين حقهم، كما
يعرف حق نفسه، يضع نفسه في الموضع اللائق حسب المقام.
وهو وفي محب لأشياخه لا يذكر احداَ منهم إلا بخير، ويكره
التعصب المذهبي كرها شديداَ.
وهو مواظب فيما اعلم على الجماعة في المسجد، ويشجع ويوجه
طلاب العلم عليها دائمأ.
وهو دقيق في مواعيده، منطم لوقته، بعيد عن الترهات والمشاغل
الدنيوية.
وبالجملة، فإنه يتمتع بجملة من الأخلاق الإسلامية الاجتماعية
يقل نظيرها في هذه الأيام.
34

الصفحة 34