كتاب وهبة الزحيلي العالم الفقيه المفسر

وهو لا يغتر بالمناصب الإدارية، ولا يقيم لها وزنأ، مع كفاءة
متميزة في العمل الإداري، وقاعدته في ذلك عدم التأخير والتسويف، فهو
ينجز اعماله بسرعة ودون اي تأخير، وهذا أمر لمسته بنفسي بحكم تعاملي
معه.
ولعل من ابرز المواهب التي افاضها الله عز وجلّ عليه حافظته
القوية، وربما حفظ القصيدة بسماعها لمرة واحدة او مرتين، وقد شاركته
في مناقشة بعض الرسائل الجامعية (الدكتوراه والماجستير)، فكنت
اتعجب من مجيئه إلى المناقشة دون ان تكون الرسالة معه، بل يحفظ
ما جاء فيها، فيبرز محاسنها، ويشير إلى ملاحظاته عليها، ويملي ذلك
على المُناقش في جلسة المناقشة من ذاكرته محدداَ له مواضع النقد،
وكنت إذا سألته عن ذلك اجابني: علمي معي، إن كنت في البيت فهو في
البيت او في السوق فهو في السوق كما قال الإمام الشافعي رحمه الله0
هذا وقد اوتي من الصبر والجلد والمحافظة على الوقت وعدم
إضاعته والداب، ما يجعله آية في ذلك، ويندر جداَ من يتمتع من امثاله
بذلك.
وهو محب للسكينة والهدوء، سريع القراءة، ويعزو ذلك لصلته
المستمرة بالكتاب، فهو لا يكاد يضيع دقيقة واحدة في غير قراءة او كتابة
ويمضي يوميأ اكثر من ثلثي يومه (16 ساعة) بين الكتب دون ان يشعر
بأدنى ملل، بل يشعر بمتعة لا نظير لها بهذا الأمر.
واما حكمته التي تنتظم بها حياته فهي قول الله عز وجل: " وَاَئقُوأ
ألئَه وَيُعَئِمُحُمُ اَلئَةُ " 1 البقرة: 282)، ويقول في ذلك: "إن سِزَ النجاح
في الحياة إحسان الضلة بالئه عز وجل ".
35

الصفحة 35