أولاً -في مجال التأليف العلمي المتخصص
وضع الأستاذ حفظه الله حتى الاَن أكثر من ثلاثين ومئة كتاب ورسالة
ظهرت إلى عالم الطباعة. وهو ذو حيوية ونشاط متميز في التأليف
والتصنيف، وهذا إن دذ على شيء فإنما يدل على مخزون عملي كبير،
واطلاع واصمع، وملكة وموهبة صقلتها التجربة.
وثمة ملاحظة وهي أن الأستاذ لم يبدا بالكتابة والتَصنيف إلا بعد
انتهائه من المرحلة الجامعية، إذ كان أول بحث وضعه رسالته: (الذرائع
في السياسة الشرعية والفقه الإسلامي)، وبعدها بدأت رحلة العطاء
الفكري عنده، وما اريد قوله: هو أن الأستاذ لم يكتب إلا بعد أن نضج
فكريأ وعلميأ وتأهل لذلك، وهذا امر كان علماؤنا رحمهم اله يركزون
عليه، يقول ابن الضلاح: "وليشتغل بالتخريج والتأليف والتصنيف إذا
استعد لذلك وتأهل له، فإنه كما قال الخطيب الحافظ: "يئمتُ الحفظ،
ويُذكي القلب، ويشحذُ الطبع، ويجيد البيان، ويكشف الملتبس،
ويُكسب جميل الذكر، ويخلده إلى اَخر الدهر. . . " (1).
وهذه الفوائد المجتناة من التأليف - التي ذكرها الخطيب البغدادي
رحمه الله -نجدها واضحة المعالم جلية الظهور في شخص أستاذي حفظه
الله.
__________
(1) علوم الحديث لابن الصلاح، ص 52 2.
45