كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

المشال، شهدت بلاد الشام في تلك الفترة حالةً من التغئر الفكري،
والاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، لا يُستهان بها. . رغم ذلك نجد
أن بلادَ الشام، لم تحظَ بقدرٍ كافٍ من البحوث العلمية، التي تغالي جميعَ
النشاطات الفكرية والاجتماعية فيها حينئذٍ.
3 - اتجهت معظم البحوث التي درست (عصر النهضة) إلى إبراز
وتأكيد فكرة ان نهضةَ المسلمين قد تقت بشكل رئيس من خلال الاتصال
بالغرب عسكريأ وثقافيأ، وانا لا أنكر وجودَ التيار الفكري الذي تبنى هذه
الفكرة في ذلك العصر، ولا اتنكر لجهوده الفكرية والسياسية، لكن
الواقع التاريخي آنذاك - من خلال الرجوع إلى المصادر التي ارَّخت لتلك
الفترة، مثل: (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) لعبد الرحمن الجبرتي
في مصر، و (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) لعبد الرزاق البيطار
في بلاد الشام - يشير إلى أئه كان إلى جانب ذلك التيار، تياراتٌ أخرى من
بينها تيارٌ كان له دورٌ فاعل في اليقظة، مارسه من موقع آخر غير موقع
الاتصال بالغرب وثقافته، بل من موقع التواصل الفكري والروحي مع
التراث العربي الإسلامي، ومحاولة هدم بعض الأفكار، او التركيز على
غيرها، أو بث افكار جديدة وفقَ منظورٍ إصلاحي تجديدي، ينطلق من ا لفكر
الإسلامي أساسأ، وينفتج بهذه الدرجة أو تلك على الغرب وثقافته. . وقد
مثَّل هذا التيار في بلاد الشام عدد من العلماء المجددين، مثل: الشيخ
حسين الجسر، والشيخ جمال الدين القاسمي والشيخ طاهر الجزائري.
على ضوء هذه الملحوظات البسيطة، أجد انّ اختياري لموضوع
يتعفقُ ببلاد الشام عامة، وباتجاه العلماء المجددين خاصةً، يكتسب شيئا
جوانبها ويحدد المكانة المرموقة التي تستحقها في تاريخ مصرالفكري والثقافي.
10

الصفحة 10