كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

الأعمى. . يدعو إلى الأخذ بالنافع من التمدن الحديث ماديأكان او أدبياَ،
ونبذ الضار منه الذي استطار شره وطبقت شروره الَافاوْ. . يدعو إلى
الارتقاء الفكري بدراسة العلوم الاجتماعية والمدنية والسياسية. يدعو إلى
تعفم لغاتِ الأمم الحية ليتسنى فهم معنى الحياة، لا للزهو والتفرنج،
والاندماج بالأجنبي، وتقليده على العماء. . . " (1).
قال صديقه الأستاذ أحمد زكي باشا:
"كنت ارى فيه الأثرَ الباقي، والمثالَ الحي، والصورةَ الناطقةَ لما
كان عليه سلفنا الصالح، من حيث الجمع بين الرواية والدراية في كل
المعارف الإسلامية، وبين الداب على نشرها بعد التدقيق والتمحيص،
واستثارة خباياها وإبراز مفاخرها، هذا إلى التفاني في توسيع نطاقها.
بقبول ما تجدَّد عند الأمم، التي تلقت تراث العرب باليمين، والدعوة إلى
ا لإقبال عليه مضمونأ إلى آثار ا لأبناء ومأثر ا لأجداد. . . " (2).
قال الأستاذ محمد كرد علي:
"سعى الشيخ حياته لنشل المسلمين من سقطتهم، ونشر العلوم
القديمة والحديثة بين أبنائهم، ولولا ما قام به من التذزع بجميع ذرائع
الإصلاح لتاخرت نهضة المسلمين في الشام اكثر من نصف قرن " (3).
قال الأستاذ علي الطنطاوي:
"كان من المؤلفين المكثرين، إنْ عُدَ المؤلفون المكثرون، وكان
(1)
(2)
(3)
محمد سعيد ا لبا ني، تنوير البصا ئر، صه 6 - 6 6، ط 1، وص 0 0 1 - 1 0 1، ط 2.
محمد كرد علي، كنوز ا لأجد اد، ص 5 1/ 6 1.
محمد كرد علي، المذكرات، دمشق، مطبعة الترقي: 1948/ 1367، 2،
ص 643 - 644.
100

الصفحة 100