كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

الإصلاحات السياسية والإدارية عليها.
اما على الصعيد التربوي والعلمي والاجتماعي، فقد اسْهم في
تأسيس عددِ لا بأسَ به من المدارس الابتدائية للذكور وللإناث، وقام
بنفسِه بتاليف بعضِ الكتب المدرسية الخاصة بها، حتى في مجالي الطبيعة
وا لحساب.
وقد قام بجهودِ كبيرة في نشو وتحقيق التراث العربي الإسلامي،
بالإضافةِ إلى تأسيسه المكتبة الظاهرية في دمشق، والمكتبة الخالدية في
القدس، فضلاَ عن المناصب العامة، التي شغلها في عهد الدولة العثمانية،
مثل مفتش عام على ا لمدارس في ولاية سورية ايام ا لوا لي مَدْحت باشاأ 1). .
هذا بالإضافة إلى مؤلفاته الكثيرة والمتنوعة، وتشجيعه للصحافة، ودعوته
إلى تعلُم المهن والصنائع، ودراسة لغات الغرب، والانتفاع بأفكاره
العلمية والسياسية والاجتماعية.
3 - يُعدُ الشيخ طاهر صاحبَ مدرسة فكرية في حياته، حيث كانت
له حلقة فكرية كبيرة، تضمُ اهئم مثقفي الشام في عصره، مثل الشيخ جمال
الدين القاسمي، والمؤرخ الشيخ عبد الرزاق البيطار. وقد تركَ بعد وفاته
عدداَ من المثقفين والمفكرين الذين درسوا على يديه، وتبنوا آراءه
وافكاره، مثل: محمد كرد علي ومحب الدين الخطيب. . .
4 - رغم ان بعض كتبه قد طُبعت، ورغم أنَ بعض معاصريه قد اهتموا
(1)
ودد في إستانبول سنة 238 1 هـ- 2 82 1 م، تقلد عدة مناصب أشهرها الصدارة
العطمى، عمل على إصدار الدستور عام 1293 - 1876 م، وعُيُن واليأ على
سورية، ئم اتهم بعلاقته بقتل السلطان عبد العزيز، نفي إلى الطائف وقتل هناك
عام 1 0 13 هـ-1883 م.
12

الصفحة 12