كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث
مسقم الكزبري تحت قبة النسر في الجامع الأموي في الأشهر الثلاثة
(رجب، شعبان، رمضان)، ولا يخفى ما في هذه الإعادة لدرس البخاري
مق اعترافٍ بقيمة الشيخ صالح العلمية من قِبل علماء دمشق، الذين كانوا
يتحزون كل التحري عند إسناده هذه المهمة إلى أحد من العلماء.
وقد عُرف الشيخ صالح باهتمامه بعلم الفَلكَ، والتاريخ، ويمال:
إنه انفرد بعلم الفَلَك في دمشق في عصره. واهتمامُ الشيخ بعلم الفلك
والتاريخ يفسِّر لنا اهتمامَ ابنه الشيخ طاهر - فيما بعد - بالعلوم العصرية
على عمومها، واهتمامه البالغ بعلم التاريخ، ودراسته على اختلاف أزمانه
ومراحله.
ترك الشيخ صالح لنا عدداً من المؤلفات العلمية (وهي كلها مخطوطة)
التي تشيرُ إلى تنوع اهتماماته، وتميرها، خصوصأ في ذلك العصر. وقد
عرف مق مؤلفاته:
1 - منظومة في الفقه، وشرج لها، وحاشية عليها.
2 - رسالة في اختلاف المذاهب.
3 - رسائل في علم الميقات على منهج السوسي من المغاربة.
4 - تاريخ على طريق الرمز والإشارة، وصل فيه إلى ولاية رشدي
باشا الشرواني على الشام. أي إلى سنة 279 1 هـ.
توفي الشيخ صالح في دمشق سنة (1285 هـ/ 1868 م) وهو - كما
يقول ابنه الشيخ طاهر - بين الأربعين والخمسين من عمره. وقد دُفن في
مقبرة (الباب الصغير) في دمشق (1).
(1)
انظر: محمد أديب الحصني، منتخبإت التواريخ لدمشق، ط 2. بيروت، دار=
23