كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث
ومن الأمور العلمية التي تميزَ الشيخ طاهر بها، هي إحاطتُه بمعرفة
الكتب المدونة بالعربية، المطبوع ممها والمخطوط، فقد كان - كما قال
الباني -: "معجم كتب سئار، يضارع (كشف الظنون) او (فهرست ابن
النديم) "أ1).
وقد اقتنى مكتبة نفيسة، بلغت بضعة آلاف مجلد، فيها الكثير من
النوادر المخطوطة.
من كل ما سبق نرى أن الشيخ الجزائري استوعبَ جملةَ معارف
عصره القديمة والحديثة، وأعاد بذلك إلى افي هان نما في كبار علماء
الإسلام، الذين ايمتوعبوا ثقافات عصرها، وتمثلوها بشكل كامل، من
أمثال ابن خلدون الذي كان فقيهاً، وقاضياً، ومؤرخاً، وعالماً بالسياسة
والاجتماع في الوقت نفسه.
4 - صفاته واخلاف:
أ-حليته:
يحسُن بنا قبل ان نبدا بالحديث عن شخصية الشيخ طاهر، ان نذكر
حليته لتساعدنا على تصؤر الشيخ ونحن نتابم اخلاقه وصفاته.
كان الشيخ الجزائري حنَ الطلعة، معتدلَ القامةِ والجسم، حنطيئَ
اللونِ، واسع الجبهة، أسودَ الشعر والعينين، يضعُ عليهما منذ اربعين سنة
منظرتين (نإَرة)، ذا لحية كثيفة، عصبيئَ المزاج، سريم الحركة، واسع
الخطوة، كان يحب المشي كثيراَ، ولا يهنا له بال، ولا يصفو له عيش إذا
(1) ا لباني، تنوير البصاثر، ص 4 6.
29