كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث
لم يمشِ في اليوم مئات من الأمتار في المدينة وضواحيها، ولطالما قطع
عشرات ا لأميال بين المدن وا لقرى والجبال وا لأودية سائر اَ على قدميه (1).
ب-تدئنه:
كان الشيخ معتصمأبدينه، متمسِّكأبأحكامه، لم يُعهد عليه منكر،
ولم تؤثر عنه فاحشة، ولم يُعرف عنه أي تساهلِ في تنفيذ أحكام الإسلام
وشرائعه، فقد كان مواظبأ على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم
رمضان، وقد أدّى فريضة الحج.
وكان (رغم فقره وضيق ذات يده)، يُؤئر الفقراء والمساكين على
نفسه، ويتصدَق عليهم في السر، وربما كان يبيت الليلةَ والليلتين جائعأ،
لأنه تصذقَ بكل ما لديه من طعام إلى جائع صادفه.
وكا ن حريصأعلى إقامة شعا ئر ا لإسلام أتى كا ن، وخصوصاَ ا لصلاة،
فقد كان محافظأ عليها في أول أوقاتها، مهما حالتْ دونه الموانع، فقد زار
مرة أحد المعارض في باريس، فكان إذا أدركته الصلاة صلى في الحديقة
العامة لا يبالي بانتقاد الناس هناك، ولا استغرابهم حركاته وسكناته (2).
ب -حبه الشديد للعلم:
كان الشيخ طاهر لا يترك مزاولة العلم في كل وقت من اوقاته ما بين
قراءةِ، وتنقيح، وتنقيب، وتأليف، وكان إذا استحسن كتابأ طالعه عدة
مرات، وكا ن فراشُه محاطأبسور من الكتب وا لأوراق والمحابر وا لأقلام.
(1)
(2)
انظر: ا لباني، تنوير البصائر، ص 36 1، 9 3 1، ط ا وص 4 6 1، ط 2؟ كرد علي،
كنوز ا لأجد اد.
ا نظر: كرد علي، كنوز ا لأجد اد، ص 6 1 - 7 1؟ ا لبا ني، تنوير ا لبصا ئر، ص 98 -
9 9، ط ا، وص 32 1، ط 2.
30