كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

المضجع، وفاخر الأئاث، وكان يرتدي الملابس البالية من غير تأتق
ولا زينة، وكا ن جيوبه وأعبابه مليئةَ على الدوام بالرسائل والدفا تر والجرائد
والأوراق، كأنه مكتبة متنقلة حرصاً منه على اغتنام الوقت كقما سنح له
ذلك. . .
ولم يُعرف عنه انه مالئ ظالمأ لمارب يبتغيه، ولم يصحب غنياً
للانتفاع بغناه، وكان يُوئر الخمول وعدم الظهور، ولا تهمّه الشهرة من أ ي
طريق أتت، لأنه كان يهزأ في باطنه بكل مظاهر الأبهة والرفعة (1).
هـ-شعوره با لاَخرين:
كان الشيخ على درجة رفيعة من الإحساس بالَاخرين، فكان يأرقُ
لجاره أو صاحبه إذا علم أنه أصيب بمصيبةٍ في ماله أو أهله. . وكان يهرعُ
إلى مواساته بكل ما تملكه يداه. وافضل مثال على رهافِةِ حسق الشيخ
الجزائري، وغمْق مشاعره، ما رواه كرد علي من انه "أراد الشيخ أحدُ
أصحابه في القاهرة خلال الحرب العامة (الحرب العالمية الأولى) على أ ن
يغئر جُبَمه، لأنها بليت بعضُ اطرافها، فسكت الشيخ عن إجابته، فلما الحَ
عليه مرتين وثلاثاًاجابه:
- يا فلان! تريدني اقتناء جبة جديدة، واهل الشام يموتون من
الجوع " (2).
(1)
(2)
ا نظر: كرد علي، كنوز ا لأجداد، ص 7 1؟ ا لباني، تنوير البصائر، ص 36 1،
37 1، ط 1، وصر،2 6 1، ط 2.
كرد علي، كنوز ا لأجداد، ص 7 1 - 23؟ ا لباني، تنوير البصائر، ص 6 2 1، ط 1،
وصر، 2 5 1، ط 2.
32

الصفحة 32