كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

وقد اولى الشيخ طاهر هذه المكتبة - بعد إنشائها - كل عنايته،
خصوصأ في عهد ولاية صديقه وتلميذه الوالي العثماني عبد الرؤوف
باشا، إذ كان يبتاع لها كل ما تقع يده عليه من نفائس الكتب والمخطوطات،
وقد كان يدفع بنصحه اهل الخير إلى شراء الكتب، دماهدائها إلى المكتبة.
وقد سعى إلى طبع (فهارس) لها، فاشتهرت، وقصدها العلماء، وطلاب
ا لعلم، والمستشرقين مطالعين ومستنسخين (1).
ولم يقتصر نشاط الشيخ طاهر في الدعوة إلى تأسيس المكتبات
العامة على دمشق وحدها، بل تعذَاها إلى غيرها من المدن مثل: حماة،
حمص، طرابلس 0. .
يحدثنا عن نشاطه هذا تلميذُه الباني بقوله: "وكثيراً ما كان يحضقُ اهل
كل بلدة يغشاها من البلاد السورية على تأسيس المدارس والمكتبات.
اذكر اني لقيته بمدينة حماة حينما كان قادمأ من مصر (2) عن طريق طرابلس
قبيل الحرب العامة بعد طول غيبته، فلم يكن له حديث إلا استنهاض همَه
الحكومة، وسراة حماة وافاضلها، لإنشاء مكتبة، وكان يثير حميتَهم
بالئناء على اهل طرابلس لأنهم لبَّوا نِداءه، ولم يتقاعسوا عن اداء هذا
الواجب، فينبغي ان لا يكونوا اهل نشاطأ منهم، كما هو شأنه في الدعاية،
ف! نه يثير عوا طف اتوام با لثناء على اتوا م آخرين ليتأشو ا بهم.
وكذلك عزج إلى حمص، واستنهض همة اهلها للغرض نفسه
(1) ا نظر ا لباني، تنوير البصا ئر، ص 4 2 - 5 2، ط 1، وص ه 6 - 6 6، ط 2؟ كرد علي،
كنوز ا لأجداد، ص 1 1؟ عبد ا لقادر بدران، منادمة ا لأطلال، ص 9 1 1 - 1 2 1.
(2) سأتحدث عن رحلته إلى مصر في فقرة قادمة، ص 52.
38

الصفحة 38