كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

هـ- الشيخ طاهر يترك العمل الحكومي:
أقالت الحكومة العثمانية الشيخ طاهر من وظيفة التفتيش بالمدارس
الابتدائية حوالي عام 1886 م تخوفأ- كما يقول كرد علي - من " شدَّته في
بعث أفكاره بين الأساتيذ والتلاميذ، فزاد نشاطُ الشيخ، وكان يكئي
ويوزي، فغدا يعملُ علنأ بخلاصِهِ من أسر الخدمة، وكان مدرسأ في
المدرسة الإعدادية بدمشق، وهو من جملة مؤسيسها، فاستقال، ثم
عُرِضت عليه وظائف كبرى في غير السلك العلمي، فأبى، لأنه كان يعرف
انه لا بد له في هذه المناصب من مشايعة الظلمة والجّهال " (1). وظل حتى
سفره إلى مصر عام (07 9 1) يدزس، ويبحث، ويصنف، ويجوبُ المدن
السورية داعيأ إلى نشر العلم، وافتتاح المدارس والمكتبات، وباحثاً عن
المخطوطات والكتب النادرة (2).
وكان يعيش في هذه الفترة حياة زهدٍ وكفافٍ، ينفِقُ على نفسِه من
بيع بعض كتبه، التي أنفقَ عمره في جمعها، غير أنه كان لايبيعها إلا إلى من
اطمانت نفسه إلى انه يعرف قيمة هذه الكتب، ولن يفرّط بها. وعلى سبيل
المثال كان يبيعُ بعض الكتب إلى صديقه الشيخ جمال الدين القاسمي،
فقد كتب القاسمي في إحدى مذكراته اليومية من عام (4 132 هـ/ 6 0 9 1 م)
ما نصه: "وبعد العشاء زارنا الشيخ طاهر، واشتريت منه تراجم الشيعة
والتبصرة بمجيدي " (3).
(2)
(3)
كرد علي، كنوز ا لأجداد، ص 6 1.
ا نظر: 1 9 " ول 3 هم ءول ء أ "8لة 31 (، 3! أول ول ه ح
القاسمي، جمال الدين القاسمي، ص 432.
40

الصفحة 40