كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

ولقد ارتبط الشيخ طاهر بعلاقة ابوة علمية وروحية بعدد من نوابغ
الشباب آنذاك، امثال: محمد سعيد الباني، محمد كرد علي، محب ا لدين
الخطيب، وقد حدّثنا الأستاذ محمد كرد علي (أول رئيس لمجمع اللغة
العربية في دمشق). عن علاقته بأستاذه الشيخ طاهر، بقول: " وكان العامل
ا! بر في توجيه إرادتي نحو الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي، والإقدام
على التأليف والنشر، دماشرابي محبة ا لأجد اد، وا لتناغي باَثارهم، وا لحرص
على تراث حضارتهم، استاذي الأكبر الشيخ طاهر الجزائري، فما زلت
ألزمه منذ اتصلت به إلى ان ذهب إلى رئه " (1).
ولقد حدثنا ا لأستاذ محب الدين الخطيب في مذكراته عن عناية الشيخ
طاهر به بعد وفاة والده وهو صغير: "ئم قيّضَ الله لهذا اليتيم الضعيف أستاذاً
في اسمى مراتب الإنسانية، فاخذ بيده، واحسن توجيهه في الطريق الذي
هداه الله إليه في الحياة: الشيخ طاهر، هو الإنسان الكامل، هو علأمة
الشرق، والإمام الحكيم. . . فهو ابوه الروحي بعد والده الراحل " (2).
واما الشيخ محمد سعيد الباني فقد بلغ من تأ"لُره وإعجابه بالشيخ
طاهر، انْ صثفَ كتاباَ في سيرته بعد وفاته، قال فيه بعد ان ذكر ما ذكر من
اخبار واَثاره وافكاره: "وصفوة القول: إئه كان من أعظم اركان النهضة
العلمية والحركة الفكرية في البلاد السورية خصوصأ دمشق. . . " (3).
(1)
(2)
(3)
شفيق جبري، محاضرات عن محمد كرد علي، ط 2، بيروت، مؤسسة الرسالة:
9 0 4 1/ 989 1، ص 32، 33.
الخطيب، مذكرات محب الدين الخطيب، ص 6 - 7، ط 1، وص 1 9، ط 2.
ا لباني، تنوير البصائر، ص 0 7، ط 1، وص 4 0 1، ط 2.
43

الصفحة 43