كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

ب- الشبخ طاهر والمستشرقون:
لقد وشعالشيخ طاهر دائرة علاقاته حتى شملت بعض المستشرقين
الذين كانوا يسألونه عن بعض القضايا والمسائل التي تتعفق بأبحاثهم،
ودراستهم عن العالم والفكر الإسلامي، نظراً لتبْحره في دراسة التاريخ
والحضارة والعلوم الإسلامية.
وكان بينه وبين بعضهم صداقة، يراسِلُهم ويراسلونه، من امثال:
غولدزيهر المجر!، وهرتن الألماني استاذ اللغات الشرقية في جامعة (بن)
في المانية، ومرغليوث وبراون الإنكليزيين، وكاير مونكانو الفرنسي،
واغناطيوس جويدي ا لإيطالي (1).
قد حدثنا كرد علي عن طبيعة علاقة الشيخ طاهر بالمستشرقين
بقوله: "وكثيراً ما كانت صلاته بعلماء المشرقيات باعثة على تخفيف
حملاتهم على الإسلام ولو قليلاً، وهذا ما كان يهتم له، ئم يهمه من امر
المستعربين من المستشرقين توفرهم على خدمة اَدابنا بنشوهم كتبنا
النفيسة، وكان يعاونهم فيما هم بسبيله، إذا استرشدوه، ويفتيهم راضياً
مختاراً إذا استفتوه، فيما يتعذر وقوفهم عليه " (2).
وخير دليل على المكانة التي بلغها الشيخ طاهر في نفوس بعض
المستشرقين، وعلى المراسلات التي كانت تقوم بينه وبينهم، هو
الرسالة التي ارسلها إليه المستشرق المجر! اجناس غولدزيهر (3) بتاريخ
(1) الباني، تنوير البصائر، ص 0 5 - 5 5، ط 1، وص 87 - 88، ط 2.
(2) كرد علي، كنوز ا لأجداد، ص 8 1.
(3) غولدزيهر (0 185 - 1 92 1)، مستشرق يهودي مجري، درس اللغات السامية
في بودابست وليبزيغ وبرلين وليدن، انتخبته الحكومة المجرية للقيام برحلة إلى-

الصفحة 44