كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

من الله الكريم الوهاب، وتخبروني أيضأ عن أحوالكم كلياتها وجزئياتها.
وأما عبدكم فيشكر الله تعالى على ما أنعم عليه من خيره، صابراً على
البلايا، إن الله مع الصابرين ءوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " (1).
د- الشيخ طاهر والشيخ جمال الدين القاسمي:
لعل علاقة الشيخ طاهر بالعلاّمة الشيخ جمال الدين القاسمي
(ت 1331/ 4 91 1) كانت الأبرز والأهم من بين علاقاته جميعأ، لِما كان
يتمتع به الرجلان من مكانة دينية وعلمية كبيرة، ولما كانا يشتركان به من
حس! إصلاحي متوقًد، دفع كلأَ منهما نحو التعرف على الاخر، والاستعانة
به لدفع عربة التجديد الديني والفكري في بلاد الشام إلى ا لأمام.
قبل أن أذكر شيئأ عن هذه العلاقة الفذَة التي جمعت بين هذين
المصلحين أرى من المناسب أن نتعزف قليلاً على الشيخ جمال الدين/
القاسمي، وخير من يعرفنا عليه الإمام رشيد رضا الذي قال فيه: "هو
علآمة الشام، وبادرة الأيام، وأحد حلقات الاتصال بين هدي الشَلف
وا لارتقاء ا لمدني ا لذي يقتضيه ا لزمن، الفقيه ا لأصولي، المفسًرا لمحدث،
المتقن، صاحب التصانيف الممتعة والأبحاث المقنعة ولد سنة (1283 هـ
- 1866 م)، وتلقى مبادى العلوم العربية والشرعية عن والده، ثم تلقّى
سائر العلوم عن العلامة الشيخ بكري العطار، وكان يحضر مجالس
الأستاذ الشيخ عبد الرزاق البيطار مجدَد مذهب السلف في الشام، وقد
استفاد من علمه وعقيده الأثرية، وهديهِ وأخلاقِه المرضتة ".
(1)
محب الدين الخطب، (كَوند صِهَر والثيخ طاهر الجزائري)، في مجلة ا لأزهر،
5 2 (2/ 1373 / 53 9 1)، ص 173 - 4 17.
47

الصفحة 47