كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

حفظت لنا مذكرات الشيخ جمال الدين القاسمي اليومية أطرافأ من
علاقته بالشيخ طاهر، والذي يبدو من خلال هذه المذكرات أته دم تتوثق ل!
علاقة الشيخين إلا في مستهل عام (1324 - 6 90 1) رغم انّ تعارفه!
تئم منذ زمن بعيد، ولا عجب في ذلك، فالعلاقة الراسخة لاتأتي ارتجالا، -
وإنما تحتاجُ إلى زمن طويل حمَى تنضج، وهذا ما حصل بين الشيخين،
فبعد فترة طويلة من العلامة العامة بدأت هذه العلاقة تتوثق بسبب ترذُد
الشيخ طاهر على صديقه القاسمي، واجتماعه به تقريباً كل يوم، من بداية
عام 6 0 9 1 م حتى سفر الجزائري إلى مصر عام 07 9 1 م.
وغالباً ما كان الجزائري يزور القاسميئَ في بيته بعد العشاء لحضور
دريسِه في مصطلح الحديث او تفسير القرآن الكريم، وكان لا يكتفي
بالحضور، بل كان يشارِكُ في الدرس مشاركةً فعَالة ايضأ، وقد عرف الشيخ
القاسمي قيمةَ الشيخ الجزائري العلمية، حين فال في إحدى مذكراته:
"وبعد العشاء زارنا الشيخ طاهر، واستمع لدرس مصطلج الحديث، ولم
نزل نستفيدُ من حضوره، فهو الشيخ المفيد والمرقىِ الوحيد" (1). وقد عفَق
ا لأستاذ ظافر القاسمي على كلمات والده هذه بقوله:
"واني لأعتقدان القاسمي كا ن يعني مايقول حين سجل في مذكراته انّ
الجزا! لري هو (المرقي الوحيد) فما كان القاسمي يكتبُ ترجمةً للجزائري،
ولا كان يجامِلُ صديقأ له، وإنما يكتب انطباعاته الصادقة حول مجالس
الجزائري " (2).
وقد بلغ من عمق الصداقة بين الشيخين، ان شارك الجزائرفيُ صديقَه
(1) ظافر القاسمي، جمال الدين القاسمي رعصره، ص 27 4 ء
(2) المرجع السابق، ص 28 4.
49

الصفحة 49