كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى آله
وصحبه ومن والاه.
وبعد: فقد كان الشيخ طاهر الجزائري رجل امة بكل ما لهذه الكلمة
من معنى، جاء في زمن صعب، عانت فيه الأمة من الجهل والتخفف
والضعف أنواعأ وألوانأ. فنظر إلى أدواء مجتمعه نظرة فاحصة، ثم فكر في
الأسباب والعلاج بعقل واعٍ، ليضع خطة لإنقاذه، ثم ليبدا تنفيذها،
يعاونه في مهمته المقدَّسة هذه لفيف من الأصدقاء والتلاميذ، عربأ وتركأ،
امنوا بما اَمن به، فشدوا على يده، وأعانوه ماديأ ومعنوياً، ليحقق
ما يصبو إليه.
راى الجزائري ضعف الروح المعنوية، وضعف الانتماء للأمة،
وراى أن سبب ذلك هو جهل الناس ما كان عليه اجدادُهم من حضارة
ورقي وسؤدد، ووجد العلاج في اطلاعهم على ذخائر إسلامهم الزاهر،
ليعيد إليهم الثقة بأنفسهم وبأمتهم، وبقدرتهم على البقاء والتحدي
والبناء، فكان ان نشر من روائع التراث شذرات منتقاة بعناية، يقرب
تناولها لعامة الناس، وخصوصأ الناشئة من شباب الأمة، الذين هم مناط
الأمل، وعدة المستقبل.
ورأى الجزائري الجهل قد ران بكلكه على العقول، وسببه الأوله

الصفحة 5