كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

القاسمي في تنقيح كتابه المعروف (قواعد التحديث من فنون مصطلح
الحديث)، وقد أشار القاسميئُ إلى ذلك بقوله: "وبعد العشاء زارنا الشيخ
طاهر، ونقحنا بحضرته بعضَ مباحث من كتابي في المصطلح " (1).
وعند ما قرر الشيخ القاسمي السفر إلى بعلبك وبيروت وصيدا رافقه
الشيخ طا هر في رحلته تلك إلى استغرقت ستة عشر يومأ.
وقد حرص القاسمي على تسجيل بعض آراء صديقه الجزائري في
مذكراته تقديراَ منه لهذه الَاراء، مثل: "وبعد العشاء زارني الشيخ طاهر
أفندي. . . وجزَ البحث معه إلى بحث الشيخ محمي الدين (ابن عربي) في
رسالته من إلزام العامة بالسؤال عن الدليل، قال: القَصْد تبضُرهم بالشرع
تبصُراَ ينقذهم من الجهالات المضفة. واما التفرقة والتباين بين الناس:
عامة محضة، وعلماء صرف. فلم يُعهد به، ولا الدين يأمر به " (2).
وعندما نشر القاسمي اربع رسائل مخطوطة في علم اصول الفقه،
منها رسالة في أصول الفقه عند الظاهرية، دافع عنه الجزائري بكل حماس
أمام منتقديه الذين راوا في هذه الرسالة خروجأ عن كتب المذاهب الفقهية
الأربعة وأصولها.
وقد ابدى الشيخ القاسمي إعجابه بسعة اطغ الشيخ طاهر على
الكتب والمخطوطات عندما قال بعد أن أهداه الجزائري مرةَ منثورات
كتبِ خطيةِ منوعة، وكراريس فريدة: ". . . وبالجملة فالشيخ طاهر
اعجوبة في عصره في الذكاء، وفي التنقيب على الَاثار العلمية، فهو
(1) طافر القاسمي، جمال الدين القاسمي وعصره، ص 28 4.
(2) المرجع السابق، ص 9 2 4.
50

الصفحة 50