كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

شيخها في عصره بلا ريب، بل وفيما قبل عصره " (1).
وبعد سفر الشيخ طاهر إلى مصر، لم تنقطع العلاقة بين الشيخين،
بل استمرت لقاءاتُها عبر صفحات الرسائل التي تبادلاها، والتي عكست
مقدار تعلُق أحدهما بالَاخر، ومدى حرصه على صحبته والاستفادة منه
رغم البعد والفراق.
ونختم حديثنا عن علاقة الجزائري والقاسمي بما قاله الشيخ محمد
رشيد رضا عندما وازن بين الرجلين في المقدمة التي قدَم بها لكتاب
القاسمي (قواعد التحديث): " والعلامتان الجزائري والقاسمي كانا سمَين
في سعة الاطغ وحُسن الاختيار، إلا أن الجزائريَ أكثرُ اطلاعأ على
الكتب، وولوعأ بالاستقصاء والبحث، والقاسمي اشد تحزياً للإصلاح،
وعنايةَ بما ينفع جماهير الناس " (2).
رحم الله الشيخين الصديقين رحمة واسعة، فقد كانا - كما قال
الأستاذ ظافر القاسمي: "من آياتِ الله على خَلْقه، وعاملاَ كبيراً في اليقظة
الفكرية والإصلاح الديني وا لاجتماعي والسياسي " (3).
3 - أسفار الشيخ طاهر واقامته في مصر:
أ- أسفار الشيخ طاهر:
أدرك الشيخ طاهر الجزائري أهميةَ الرحلة والأسفار، وما يعود
على المرء منها من زيادةِ في خبرته، وسَعةٍ في معارفه، واستنارةِ في
أفكاره، فجابَ القرى والمدن في سورية، ولبنان، وفلسطين، ومصر،
(1) ظافر القاسمي، جمال الدين القاسمي وعصره،، ص 432.
(2) المرجع السابق، صا 4 4.
(3) المرجع السابق نفسه.
51

الصفحة 51