كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

تاكد من تعذُر استمرار إقامته في دمشق، فقد توتجَس في نفسه خيفة عند
ما فتشت السلطات العثمانية دار 5 وغرفته في مدرسة عبد الله باشا العظم
كثر من مزة، ونبشوا كتبه واوراقه وهو غاذبئ يتجؤل في انحاء سورية إ1)،
لأئها كانت ترى في دعوة الشيخ إلى إدخال بعض الإصلاحات السياسية
والإداربة على الدولة من أجل الحفاظ عليها، وضمان بقائها واستمرارها،
آمراَ! تنافى مع آمنها ومصالحها (2).
قد سجل الشيخ جمال الدين القاسمي بعضَ تفاصيل هجرة الجزائري
إلى مصر في إحدى مذكرا ته اليومية المؤرخة ب (27/ 4 / 7 0 9 1 م):
" وصل الخبر إلى الشام بوصولِ ا لشيخ طا هر افندي ا لجزا ئري صديقنا
إلى مصر من ايام، والظاهر اراد سكناها لِمَا جذبه من الشوق الشديد إليها،
فباع في الصيف كثيراً من كتبه في داره في مدةٍ اربعة أشهر تدريجأ، واستبقى
لنفسه ئلاثة صناديق، واودعها امانةً عند عثمان بك العظم، ثم باع سائر
امتعة بيتِه، وكلُها امتعة رئة!.
وو عَ جميع اصحابه قبل السفر، وداع التكعُمِ، بحمث لا يُشعرُ به،
وكقما سُئل عن سفره يشير إلى السواحل. فودّعنا مرارأ، بل كان كل ليلةٍ
عندي في السنة الماضية كلها. ئم وع الأميرَ عمر أابن الأمير عبد القادر
الجزائري) في دُقَر، ونام عنده ليلتين، وكما معه، ثم و ع الشيخ ابا الخير
افندي عابدين في بعلبك، وكان قاضيأ فيها، ثم عزج إلى بيروت، ثم
(1)
(2)
ا نطر: كرد علي، كنوز ا لأجد اد، ص 7 1؟ ا لبا ني، تنوير البصا ئر، ص 4 1 1، ط ا،
وص 4 4 1، ط 2.
انظر: في ولاء الشيخ طاهر للدولة العثمانية وغَيرَتُه عليها؟ الباني، تنوير
البصائر، ص 0 1 1 - 1 1 1، ط ا، وص 1 4 1 - 2 4 1، ط 2.
53

الصفحة 53