كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

صَيدا، ثم يافا، ثم القدس، فأقام في كل هذه البلاد أسابيعَ يودع الجميع، ثم
عاد إلى يا فا، ومنها سافر إلى مصر. . . " (1).
وعندما وصل الشيخ إلى القاهرة، استاجر منزِلاً صغيراً في شارع
(حوش قدم) بجوار (الغورية)، شاركه الإقامة فيه الشيخ مصطفى القباني
وعبد الفتاح قتلان من اهل الشام (2).
وبعد أن استقز به المقام قليلاً، أخذ الشيخ يستأنِفُ سيرته الأولى في
نشر العلم والدعوة إليه، وعندما طال مقامه فى مصر، اضطر أن يشاركَ في
كتابة بعض المقالات للصحف، خصوصأ لجريدة (المؤتد) لصاحبها
الشيخ (علي يوسف) لقاءَ أجرٍ زهيدِ ينفق منه على نفسه (3). وكان عندما
تضيقُ به الظروف المادية، وتنشِبُ الحاجةُ أظفارَها فى رقبته، يُضطر إلى
بيع بعض كتبه ومخطوطا ته، لكته كا ن من حرصِه على هذه الكتب، وشعورِه
بالمسؤولية نحوها كما قال صديقهُ العلامة محمود شكري الالوسي:
"يرضَى من دار الكتب المصرية مثلاَ بنصف القيمة التى كا ن يمكِنُ ان يحصل
عليها من مثل المتحف البريطاني ئمنأ لكتاب من كتبه إيثاراَ لبقاءِ ذلك
الكتاب فى الوطن الإسلاميئ على انتقالِه إلى أًوروبة. وكان يحرِصُ كل
الحرصِ على أن يكونَ الكتابُ المخطوطُ فى مكتبةٍ عامةٍ كدارِ الكتب
المصرية أو إحدى الخزانتين التيمورية او الزكية (4)، ولا تسمج نفسُه
بانتقالِه إلى ملك ا لأفراد، لئلا يصيرَ إلى بلاد أخرى " (ْ).
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
ظافر القاسمي، جمال الدين القاسمي وعصره، ص 437 - 438.
انظر الخطيب، مذكرات محب الدين الخطيب، ص 33، ط 1، وص 9 1 1، ط 2.
انظر: عدنان الخطيب، الثخ طاهر الجزائري، ص 4 1 1.
خزانة آحمد تيمور باشا، وآحمد زكي باشا.
محب الدين الخطيب، (زهد الثخ طاهر الجزائري)، في مجلة الزهراء، 3
(7/ 1345). ص 463.
54

الصفحة 54