كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

"في يوم الخميس 7 صفر/1328 اجتمعنا بحضرة الأمير الجليل
نخبة الدولة العلوية بمصر عباس الثاني خديويها المبجَل، وكان ذلك قُبيل
المغرب، فاستقبلنا استقبالاً يدكُ على شَهَامةٍ ومحبةٍ في العلم، واجلسنا
بلا فاصلٍ عنه، واخبرنا انه بلغتْهُ اخباز كثيرة عنا، لا سيما من الشيخ (علي
يوسف! المحب المخلص، ومن الدكتور (هيس) المحب لنا ايضأ، إلا ا ن
سَفَر الحجاز عاقَ عن ذلك، والاَن يعد اجتماعنا به يومأ يُذكر، وله في
ذلك الحظ الأوفى، فقابلناه بما يليقُ بمقامه، إلا ان عبارتنا كانت قاصرةً،
لكنها تدل على فرط إخلاص، ثم جرى البحث، فأشرتُ عليه ان يغتنم
الفرص في إبراز اَثار مهمة، وذكرنا من ذلك شيئين:
احدهما: تأسيس مدرسة للغة العربية، تُقصدُ من كل جهة.
والثانية: تأسيس دار للترجمة، وعمل مطبعة لطبع ما يُترجم،
وجعل مصححين للترجمة. فسُزَ بذلك كثيراً، وأبئا له مقامه في النفوس،
وانْ لا يعبأ بالمشاغبحن، ولو اردنا شرح ما جرى لطال، غير اني قلتُ لضَا
سُئلت عما يُنتقد على مصر؟ فقلت: شيئان:
احدهما: عدم اكمال ا لأعمال.
والثاني: احتقار الأشغال الجزئية.
وايأمور الكلية إنما تتم إذا اخذت اولاً من اقرب وجه "أ1).
4 - وفاة الشدعخ طاهر الجزائري:
اثناء إقامة الشيخ طاهر في القاهرة، دخل الجيش العربي بقيادة
(11
طاهر الجزائري، الرحلة إلى مصر، مخطوط في مكتبة ا لأسد الوطنية، دمشق،
رقم: 1 2 7 1 1؟ ورقة؟ 4 - 5.
56

الصفحة 56