كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث
والرئيس تفشي الأمئة، فكان من يحسن القراءة والكتابة في الحي يعدون
على أصابع اليد الواحدة، ورأى الحلاج في التعليم، والتعليمُ لا يقوم إلا
على ركنين:
الأول: تهيئة المدارس العصرية التي تنافس المدارس التبشيرية
(ركيزة الاستعمار الأولى)، فكانت ئمرة جهوده بناء وإعداد عدد كبير من
المدارس في بلاد الشام.
الثاني: إعداد المناهج والكتب الملائمة لروح العصر، فكتب من
أجل ذلك عدداَ من الكتب المدرسية في شتى الاختصاصات.
ثم توج جهوده بحملة إعلامية واسعة يستنهض فيها همم الأهالي،
ويحثهم على إرسال أولادهم وبناتهم إلى المدارس، مبئنأ بشتى الطرق
قيمة العلم ودوره في بناء الأمم وصيانة الأوطان، ومن الجدير بالدكر ان
الشيخ كان في جهوده التعليمية حريص على امرين:
الأول: تعليم البنات فالأم المتعلمة يعني اسرة متعلمة، وهذا يعني
ان كل بيت سيتحول إلى مدرسة.
الثاني: تعليم اللغات الذي هو الوسيلة الوحيدة للاطلاع على ما عند
الاخرين، وهي الجسور بين الأمم للاستفادة من الخبرات والصناعات
واركان العمران، والجهل بها يعني ا لانعزال والتخفف.
قال صفي الدين الحلي:
بقدر لغات المرص يكثرُ نفعُه وتلك له عند الملفات اعوانُ
فبادر إلى حفظِ اللغاتِ مسارِعأ فكل لسانِ في الحقيقة إنسانُ
كما راى الشيخ التخلف الحضاري الذي تعاني منه الأمة، ووجد ا ن