كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

وهم نافع، وعبد الله بنُ كثير، وأبو عمْرو بنُ العلاء، وعبدُ الله بن عامر،
وعاصم، وحمزة، وعلي الكسائي.
وقد توهَم بعضُ الناس ا! قراءات السبعةِ هي الأحرُفُ السبعة،
وليس الأمر كذلك، والذي أوقع هؤلاء في هذه الشبهة أنهم سمعوا أ ن
القراَن) نزِلَ على سبعةِ احرف، وسَمِعوا قراءاتِ السبعة، فظنوا ا! هذه
السبعة هي تلك المشار إليها.
وقد لام كثيز من العلماء المتقدمين ابنَ مجاهد على اختياره عددَ
السبعة، لما فيه من الإيهام، وقالوا: الا اقتصرَ على ما دُونَ هذا العَدَد أو
زاد عليه؟ أو بئن مرادَهُ منه، ليَخْلُصَ من لا يعلمُ من هذه الشبهة.
قال احمدُ بن عمار المَهْدَوِي: لقد فعلَ مُسَبِّعُ هذه السبعة ما لا
ينبغي له، واشكل الأمرُ على العامة بإيهامه كلَ من قَلَ نطرُهُ: ان هذه
القراءات هي المذكورة في الخبر. وليته إذِ اقتصرَ نقَص عن السبعة أو زادَ
ليريلَ الشبهة.
ووقع له ايضأ في اقتصارِه من رُواةِ كل إمالمعلى راويين: انه صار
مَنْ سمع قراءةَ راوِ ئالثِ غيرهما ابطلها. وقد تكون اشهرَ وأصحَ وأظهرَ،
وربما بالغ مَن لا يفهم فخطَا او كفر.
وقال الأستاذ إسماعيل بن إبراهيم بن محمد القَزَاب في (الشافي):
التمشُك بقراءة سبعةِ من الفزاء دون غيرهم، ليس فيه أثرٌ ولا سُئة، وإنما
هو من جمع بعض المتاخرين، لم يكن قرا بأكثرَ من السبع، فصتف كتاباَ
وسفَاه كتابَ السبعة، فانتشر ذلك في العامة، وتوفَموا أنه لا تجوز الزيادةُ
على ما ذُكرَ في ذلك الكتاب، لاشتهارِ ذكر مصئفه.
وقد صتف غيرُهُ كتبأ في القراءات بعدَه، وذكر لكل إمام من هؤلاء
79

الصفحة 79