كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

الأئمة رواياتٍ كثيرةٍ وأنواعاً من الاختلاف، ولم يقل أحدٌ: إنه لا تجوزُ
القراءةُ بتلك الروايات من أجل انها غيرُ مذكورة في كتاب ذلك المصنِّف،
ولو كانت القراءةُ محصورةً بسبع رواياتٍ لسبعةٍ من القزَاء، لوجَبَ أ ن
لا تُؤخَذَ عن كل واحدٍ منهم إلا روايةٌ واحدة، وهذا لا قائلَ به.
وقال الإمام أبو محمد مكيئُ: قد ذكر الناسُ من الأئمة في كتبهم من
سبعين ممن هو اعلى رتبةً واجل قَدْراً من هؤلاس السبعة، على أنه قد ترك
جماعةٌ من العلماء في كتبهم في القراءاتِ ذكْرُ بعض هؤلاء السبعةِ
واكلرحهُم، قد ترك أبو حاتم وغيرُهُ ذِكْرَ حمزةَ والكسائي وابنِ عامر، وزادَ
نحوَ عشرين رجلاً من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة.
وكذلك زاد الطبرفيُ في كتابه (كتاب القراءات) له على هؤلاء السبعة
نحوَ خمسةَ عشرَ رجلاً. وكذلك فعل ابو عُبَيْد وإسماعيلُ القاضي. فكيف
يجوزُ ان يَظُن ظان أن هؤلاء السبعة المتاخرين قراءةُ كل واحد منهم احدُ
الحروفِ السبعةِ المنصوص عليها؟! هذا تخ! فٌ عظيم! اكان ذلك بنمق
من النبيئ -يخير، أم كيف ذلك؟ وكيف يكونُ ذلك والكسائيئُ إنما لَحِقَ
بالسبعةِ بالأمسِ في ايام المامون وغيره، وكان السابعُ يعقوبَ الحضرميئَ.
فأثبتَ ابن مجاهد في سنة ثلاثمئة ونحوها الكسائيئَ في موضع يعقوب.
وقد نسب بعض الناس إلى ابنِ مجاهد أنه كان يتوهَمُ ان هذه
القراءاتِ السبعَ هي الأحرُفُ السبعةُ المذكورة في الحديث، وهو خطا.
والغريبُ في ذلك الإقدام على نسبةِ مثلِ هذا الوَهَمِ إلى مثلِ هذا الإمام،
وقد بالغَ صاحبُهُ أبو طاهر بنُ ابي هاشم في الرد على مَن نسبَ إليه ذلك.
ب - تعريف موجز بكتاب (توجيه النظر إلى أصول الأثر):
يحدثنا الشيخ أبو غدة عن سبب تأليف هذا الكتاب - نقلاً عن الشيخ
الجزائري نفسه -:
80

الصفحة 80