كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

"الداعي إلى تأليف هذا الكتاب ما وقع العزم عليه من تحرير الكلام
في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام مما لخَصه في كتابه الإمام عبد الملك
ابن هشام، ليكون الناظرُ فيه وفيما شاكله على بصيرةِ من امره " (1).
ويعلّق الشيخ ابو غدة على هذا السبب الذي دفع الشيخ إلى تصنيف
هذا الكتاب بقوله: "وهذا مقصد جليلٌ نبيل هامٌ جداً، فإن تنقية اخبار
السيرة النبوية من الأقوال التالفة والروايات المنكرة، امرٌ واجب، لم
يتحقق حصولُه على الوجه التام المطلوب بعدُ، فجزى الله الشيخ خيراً
على مقصِدِه، وعلى تمهيد الطريق إلى ذلك المقصِد، بتاليف هذا الكتاب
النفيس في علم المصطلح الذي هو المعيار الدقيق لنقد الأخبار. . . " (2).
ويخبرنا الأستاذ ابو غدة عن شخصية الشيخ طاهر العلمية التي تبرز
من خلال هذا الكتاب: "وإذا ادام القارى النظر في الكتاب، بَدَتْ له
شخصية مؤلفه رحمه الله تعالى عالِمأ مُتقنِأ، ومُحدّئأ متمكنأ، ونخَابأذواقةً
فَطِناً، وفقيهاً بارعاَ، واصولياً لا معأ، ومؤزخاً واعياً، ولُغوياً ضليعأ، وحَبراً
بالقراَن وعلومه، وبالقراءات ووجوهها، وبالبلاغة وفنونها، وبالشعر
ونقدِه وعَرُوضِهِ واوزانِه، وبالوقفِ والابتداء وانواعِه، وبالرسم للكتابة
وقواعدِها. .
ولفَا كان المؤلف يتمتع بهذه المزايا العلمية، تجدُه إذا تكفَم في
فصل من فصول هذه العلوم تكلّم بمتانةٍ وبصارةِ وأصالة، فلا تشهدُ في
كتابه هذا - وسائر كتبه -الاجْترارَ والتكرار، وإعادة البديهيات والأولويات
(1)
(2)
طا هر ا لجزا ئري، ا لمصدر ا لسابق، ص 7 - 8.
ا لمصدر ا لسا بق، ص 8.
81

الصفحة 81