كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

وقال سعيد بن جُبير: ما بَلَغني حديئط عن رسول الله مج! ي! على
وجهه إلأَ وجَدتُ مصداقهُ في كتاب الله.
وقد اتفقتْ الفِرقُ المنتميةُ إلى الإسلام على وجوب الأخذ بالكتاب
والسنة. ونُقِلَ عن الخوارج انهم لا يأخذون من السنة بما يكون مخالفأ
مخالفةَ ما لظاهرِ القراَن، كأن يكونَ فيها تخصيصٌ لِما فيه من العموم
ونحو ذلك، وإنما يأخذون منها بما كان فيه بيانٌ لِما أجِملَ في القراَن.
وذلك كأ وقات الصلاة وعَدد ركعاتِها ونحو ذلك.
وقد توفف بعضُ المحققين في هذا النقل، حيث إن المُورِدِين له لم
يذكروا أنهم نقلوه من كتبهم، على ان الفِرقَ كفَها قفَما يُطمانُ لما يَنقلُهُ
بعضهم عن بعض، لانَ كثيراً منهم قد يغلِبُ عليه التعصب، فلا ينقل
مذهب المخالفين له على وجهه، بل ربما كان جُلّ قصده إظهارالفرق بين
الفِرَقِ، ولو كان بأمرٍ مختلِف.
ولذا قلَ الاطمئنان إلى كئيرٍ مما يذكر في كتب المِلل والنِّحل، حتى
إن بعضقَ من اثَفوا فيها مع كونهم في انفسهم ئِقاب، لمَا اعتمدوا في بعض
المواضع على ما نَقَلهُ غيرُهم، ممن كان من أهلِ التعصب، ولم يشعروا
بحالِهم، وقعَ في كلامهم هناك زكل، فينبغي الانتباه لمثل هذا الأمر" (1).
6 - رسائل الشيخ طاهر
تُعدُ رسائل الشيخ طاهر افضل مصدر، يمكننا من خلاله التعرف
على بعض افكاره الخاصة، ذلك لأنه لم يترك لنا كتابأ مستقلاَّ، يمكننا عن
طريقه التعزُف على اَرائه وافكاره وأسلوبه في الإصلاح، والدعوة إليه
(1)
توجيه النظر إلى أصول الأثر: 2/ 893 - 894.
84

الصفحة 84