كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

والَان لنعرض بعض هذه الرسائل القيمة، وسابدأ بذكر رسالة
طويلة كاملة بعث بها الشيخ طاهر إلى الشيخ القاسمي، لنتعزف من
خلالها على أسلوب الجزائري في كتابة الرسائل شكلاَ ومضمونأ. وبعد
ذلك ساذكر بعض رسائله - أو مقتطفات منها - إلى كرد علي، والتي
تعزض فيها الشيخ طاهر إلى شرح بعض أفكاره الهامة بشكل أوضح.
أ- رسالة الجزائري الى القاسمي:
"حضرة الصديق الأجل الفاضل المحقق لا زالَ ذا جِد وَجَد.
سلام عليكم. وبعد؟ فقد وصلني كتابُكم الكريم، فَسُررت به
سروراَ جمَأ، وكنت عجبتُ لانقطاع رسائلكم عني منذ مدة، فأخُبرت أ ن
سفرَ الحجاني هو العائق.
أما من جهتي ف! ئه يسرني تواترُ رسائلكم عليئَ، وليس عليئ كلفة في
الجواب عن كل ما يَرِدُ عليئَ منها، بل أجدُ نشاطاَ حين الكتابة، لما أ ن
القلم يجر! كما شاء. نعم! أجدُ كلفة شديدة في مكاتبة من لا يُعلَمُ
صفاؤه، خشيةَ أن يجد مدخلاَ إلى شيء من مقاصده بطريق التمويه الذ!
صار أقص ما ينحون نحوه.
وأما مكاتبة إخوان الصفاء، فلا ألذَ منها عند من يعرِفُ قدرهم،
وأنا ودته الحمد كما قال أبو الطيب:
خُلِقت ألوفأ لو رجعتُ إلى الضبا لَفارقتُ شيبي موجعَ القلبِ باكيأ
وأمام من خصوص صاحبنا أمين أفند! الخانجي (1)، ف! نّه قد
(1) كتبي، عا لم با لمخطوطات وأماكن وجودها، ولد في حلب 82 2 1 هه 6 8 1 هـ، =
86

الصفحة 86