كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

حاشية: خطر في بالي وانا أحرر لكم الجواب أن ترسلوا رسائل
الأصول ورسالة التوحيد وغيرها من مؤلفاتكم إلى ملك المغرب الأقصى
مولاي عبد الحفيط، وترسلوا له رسالة ليس فيها إفراط ولا تفريط،
تذكرون فيها إقباله على العلم والتاليف. وهذا شأن الملوك قديمأ، الذين
كانت لهم همم علياء، ان يجعلوا وقت راحتهم مصروفاً إلى ذلك، ومن
غريب ما اخبرني بعض الغاسيين ممن يعرفه أنه طبع رسالة في الرد على
البدع التي في المغرب، لكن قيل لي: إنّه لم ينشر منها غير نحو ئلاثين
نسخة فزَقها بين العلماء وما كان ينبغي له ذلك، لأن أرباب البدع لهم همم
لا نظيرَ لها في مصادمة من يريد هدم ما أسسوا. ويقال: إنّه ممن لا يرى
جواز التقليد. لا سيما لولي الأمر.
والسلام عليكم وعلى سائر الإخوان عوداً" (1).
ب -بعض رسائل الجزائري الى كرد علي:
موقف الشيخ طاهر من الاقتباس من الغرب:
"وبعد فقد وصلني كتابكم، مُنبئأ بعودتكم من بلاد أوروبة،
فسررت بذلك سروراً شديداً، كنت اتمنى لكم هذ 5 الرحلة من قديم، لما
اتيقنه من الفائدة التامة العامة في ذلك. ف! نّ الاقتباس من الأمم المترقية،
دليلُ على النباهة، لا كما يظن البله. من أن في الاقتباس غضاضة، ونريد
بالاقتباس ما يشعر به هذا اللفظ من تلقي الأمور النافعة، لا كما يظنّه
المتكايسون من انّ الأمم الراقية ينبغي أن يؤخذ منها كل شيء، حتى اذَاهم
(1)
ظافر القاسمي، جمال الدين القاسمي، ص 1 51 - 4 52؟ وانظر بقية رسائل
الجزائري إلى القاسمي، المرجع السابق، 0 1 5 - 1 52.
88

الصفحة 88