كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

الأمر ان يقفدوهم في الأمور التي يودون هم ان يخلصوا منها. . . " (1) 0
هذه الرسالة مؤرخة ب 19 صفو سنة 1328 هـ
الشيخ طاهر يدعو إلى إصلاح العادات:
"ومما يهم الأمر فيه إصلاح العادات، فإن في الشرق كثيراً من
العادات التي ينبغي إبطالها، كما أن فيه كئيرِاً من العادات التي ينبغي
المحافظة عليها. غير ائه لاينبغي ان يستعمل التبكيت في ذلك، بل يستعمل
مجرد البيان، الدال على حسن الشيء أو قبحه. ولا يتيسر الإقدام على هذا
الأمر، إلا لمن لا يهمه أمر المدح والذم العاجلين، بل يهمه حسن الأثر.
ومن العادات الرديئة جداً، أن الكاتب قد يمكنه أن يكنب في إصلاح
عادة، لكنه يرى أن الكلام في ذلك يكفي فيه عشرة أسطر، فيرى أن الناس
يزدرون بذلك، وينسبونه لفلة القدرة على الإنشاء، فيترك الكنابة فيه، أ و
يسهب إسهابأ لا داعي له، من سرد مقدماتٍ معلومةٍ مسفَمة، لو تركها لكان
أقرب إلى الفهم، وأبعدَ من الوهم، وما ذلك إلا من تأثير الحشوية (2) فيهم،
وقولهم: إن الناس نسبوك لعدم الاقتدار على الكتابة. فينبغي أن يكون في
المجلة، ولو مقدار صفحة تبحث في العادات على اختلاف أنواعها،
وتعليم ذلك للبنين والبنات. هذا ومن جهة رأي الناس في حقكم، فإن
النبهاء المنصفين منهم، يجعلونكم ممن ثبت في حين الشدة، ولا تعبؤوا
بمن يلوم عن جهل وغباوة، ف! ن ذَمّ هؤلاء اقرب إلى المدح من ثنائهم " (3).
هذه الرسالة مؤرخة ب غرة جمادى الأولى 1337 هـ
(1)
(2)
(3)
كرد علي، كنوز ا لأجد اد، ص 4 3.
الحشوية في نظر الجزائري هم الذين يتم! كون بظواهر الأمور، رلا ينفذون إلى
مقاصدها ومراميها، ويقفون في رجه كل نجديد لىصلاح.
كرد علي، كنوز ا لأجداد، ص 4 3.
89

الصفحة 89